المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ././. صانعات المجد ././.



Eng Amr Adel
18-12-2009, 14:04
صانعة المجد الأولى


إن المتأمل في حياة النساء اليوم يتقلب قلبه بين الفرح والترح وبين الحزن والسرور فيتأمل تارة فيجد النساء الصالحات القانتات صانعات المجد في عصر مليء بالفتن والشرور فكم والله سمعنا بنساء برزنا في العبادة وأقبلنا على الطاعة وأخريات تميزن بالعلم والثقافة .. معلمات للأجيال صانعات للأبطال وفي المقابل نصاب بالترح والحزن يوم نتأمل في بعض النساء فترى كيف خدعت وانسلخت من جلدها ولبست غيره ورمت بأخلاقها وتلحفت بغيرها تظن أن صناعة المجد وبناء العز والرقي في الحياة إنما يكون بالانسلاخ من الدين وتجد أخريات لا هم لهن إلا أنفسهن تعيش أحداهن تبرج وسفور وظيفتها الدوران في الأسواق وراحتها في المقاهي وسعادتها في الملاهي تبرج وسفور وإعراض عن العزيز الغفور .


لقد شرف الله الإسلام المرأة وكرم النسوة فما معنى أن يسمي الله سورة كاملة من القرآن باسم النساء وما معنى أن يسمي الله سورة أخرى باسم امرأة وما معنى أن ينزل القرآن في مخدع عائشة لقد كرم الإسلام المرأة تعامل مع روحها وبين فضلها وكرمها .

فمن ينسى صانعة المجد الأولى في حياة محمد صلى الله عليه وسلم وفي تاريخ المسلمين إنها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وكفى بهذا الاسم شرفاً وكفى بهذا الاسم فخراً وكفى به عزاً نالت مجدها في تثبيتها لقلب إمام الأولياء وقائد الأنبياء مجدها في تسخيرها المال والجهد والوقت في طاعة رب الأرض والسماء .

أريدكِ أخيه أن تتأملي هذا الخبر العجيب .. النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من أيامه الخالدة يجلس في منزله ينتظر زوجه البرة الكريمة الرحيمة العطوف ينتظر خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كان ينتظرها وينتظر طعامها رضي الله عنها وأرضاها في هذه اللحظة إذا بجبريل عليه السلام ينزل على محمد فيقول وما أحسم ما قال: يقول: (يا محمد هذه خديجة تدخل عليك فأقرأها من ربها السلام وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب).

هل تأملتِ هذه الكرامة رب العالمين الرحمن الرحيم الكريم العليم من فوق سبع سموات يقرئ عبداً من عباده وأمة صالحة نذرت نفسها ومالها في سبيل الله .

هل فكرتِ يوماً ما المجد الذي صنعته خديجة لتنال به هذه الكرامة نعم أنه والله إيمانها بالله واستقامتها على طاعة الله ووقفتها الصادقة مع زوجها لتبليغ دين الله كان صلى الله عليه وسلم يأتي إلى منزلة في مكة محمل بالهموم والغموم والآلام إذا بذلك يقول له يا ساحر وهذا يقول يا كاهن وهذا يقول يا مجنون وذاك يبصق في وجهه وهو يقول: (اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).


يأتي صلى الله عليه وسلم فيدخل إلى منزلة محمل بالهموم والغموم فيجد صدراً حانياً وكلاماً لينا تمسح به ما علق بفؤاده وتزيل ما وقع على جسده فتقول لا والله والله ما يخزيك الله أبداً أنك تحمل الكلأ وتصل الرحم وتعين على النوائب.

كانت هذه الكلمات كالبلسم لجروحه صلى الله عليه وسلم وكدواء لدائه عليه الصلاة والسلام ..

إنها صانعة المجد الأولى في تاريخ الإسلام
خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها

فهلا تأملنا هذه المواقف الخالدة من هذه السيدة العظيمة

..


وهناك ممن صنعنا المجد الكثير منهن أبنة الرجل الثاني في الإسلام أسماء بنت أبي بكر ( ذات النطاقين ) ومنهن عائشة رضي الله عنها وأرضاها ومنهن سيدة نساء أهل الجنة أنها بنت أكرم رجل وطء الثرى أنها فاطمة بنت محمد ابن عبد الله القرشي رضي الله عنها وأرضاها ومنهن فاطمة بنت أبي العباس بن أبي الفتح ومنهن أم عقيل وأمراة فرعون ومنهن ماشطة ابنة فرعون ومنهن أول شهيدة في الإسلام سمية ومنهن الخنساء وغيرهن الكثير

..