المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



Alaa Adel
20-12-2009, 23:20
فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
وأخرج الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .


--------------------------------------------------------------------------------

وهذا الحديث ختم المصنف -رحمه الله- كتابه، كما ختم البخاري -رحمه الله- صحيحه بهذا الحديث كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم تقدم الكلام على هذه الكلمة، وما تشتمل عليه سبحان الله وبحمده، ثم قال: سبحان الله العظيم، وكلها تنزيه، وفي ضمنها التعظيم له سبحانه وتعالى.

وهذه الكلمات جاء فضلها في مواطن كثيرة بعد الصلاة، وجاءت أيضا في التسبيح تسبيحه -سبحانه وتعالى- في الركوع سبحان الله العظيم، أو سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم وبحمده، فهاتان الكلمتان خفيفتان على اللسان، وهكذا الذكر كله خفيف على اللسان، وهاتان الكلمتان من أخف الكلام على اللسان، لكنهما ثقيلتان في الميزان.

وفي هذا إثبات الميزان وأنه ميزان الحق كما هو قول أهل السنة قاطبة رحمة الله عليهم، توزن يوزن به أعمال العباد أو يوزن به العباد على خلاف، المقصود أنه ميزان حق يوضع، وهاتان الكلمتان كما أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- حبيبتان إلى الرحمن، اشتملت على هذه الفضائل أن الله -سبحانه وتعالى- يحبها إثبات المحبة لله -سبحانه وتعالى- وأنه يحب بعض الأعيان -سبحانه وتعالى- على الوجه اللائق به -سبحانه وتعالى- كما يحبهم ويحبونه، وكذلك يحب بعض، وهناك بعض الكلمات تكون أحب إليه وهذا يبين أن بعض كلامه أحب كما أن بعض كلامه أعظم.

ولهذا في حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه- أي آية في كتاب الله عندك أعظم، قال: قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال: ليهنك العلم أبا المنذر وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن فهذا فيه تفاضل أن كلامه يتفاضل -سبحانه وتعالى- وفيه أن بعض الذكر أحب إليه -سبحانه وتعالى- ومثل ما تقدم حديث سمرة: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هي دخلت في حديث سمرة المتقدم، ودخلت مع سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم في هذا الحديث.

فأسأله -سبحانه وتعالى- أن يجعلني وإياكم من الشاكرين الذاكرين، وأن يعينني وإياكم على شكره -سبحانه وتعالى- وكثرة ذكره، وأن يتقبل مني ومنكم وإن يعينني وإياكم على كل خير وأن يعيذني وإياكم من كل شر أسأله -سبحانه وتعالى- من الخير كله لي ولكم ولإخواني السامعين الحاضرين، ولعموم المسلمين من كل خير، أسأله من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بالله من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم.

ونسأله -سبحانه وتعالى- من خير ما سأله منه عبده ونبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- ونعوذه من شر ما استعاذه منه عبدك ونبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.

ونسألك -سبحانه وتعالى- أن تجعل كل قضاء قضيته لنا أن يكون خيرا بمنك وكرمك آمين نسأله -سبحانه وتعالى- ذلك، وكما نسأله -سبحانه وتعالى- أن يرزقني وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يبلغنا وإياكم المرام في ختام بلوغ المرام بمنه وكرمه آمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

أحسن الله إليكم وبارك في علمكم يقول هذا السائل هل ورد أن موت الفجأة من علامات الساعة؟

من علامات الساعة الله أعلم، الله أعلم، لكن ورد في حديث عبس الغفاري رواه أحمد -رحمه الله- أنه سأل الله الموت، فقال له عليب الكندي: أتسأل الله الموت؟ قال: إن النبي قال: بادروا بالساعة ستا، ثم ذكر منها ذكر هذه الأشياء، وذكر طلب الموت مع ذكر علامات الساعة.

وثبت أيضا هذا المعنى في حديث عوف بن مالك، في مسند أحمد وأنه قال كما قال عبس الغفاري قال عبس وعابس كما قال لعليب الكندي عند أحمد -رحمه الله- لكن ورد في الحديث حديث سحار عند أحمد، سحار العبدي أظن أنه لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل، حتى يخسف بقبائل، أنا ما أذكر سنده الآن لكن ذكر الحافظ -رحمه الله- في آخر في كتاب الفتن، وأظنه سكت عليه -رحمه الله- فيه أنه ذكر أنه يخسف بقبائل وأن هذا يعني قريب من قيام الساعة، قريب من قيام الساعة.

والحديث في صحيح مسلم، أنه تأتي ريح فتقبض نفس كل مؤمن ومؤمنة فلا يبقى إلا شرار الخلق، فعليهم تقوم الساعة، يؤخذ من هذا والله أعلم هذا المعنى من هذا.

ويسأل أحسن الله إليكم هذا السائل يقول: هل ورد أن اسم الله الأعظم هو الحي القيوم؟

هذا ورد في حديث أسماء بنت يزيد عند أحمد وعند أبي داود وفي سنده بعض الضعف، وأصح الأخبار مثل ما جاء أنه جاء في فاتحة آل عمران، وكذلك في الآية هذه، وجاء في بعض الروايات آيات أخرى، لكن الأثبت مثل ما تقدم حديث بريدة وحديث أنس، ومنهم من يقول إنها متفقة الأخبار لأن المعنى دلت عليه الأحاديث، ودلت عليه الآية اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لأن المقصود هو سؤاله -سبحانه وتعالى- بالتوحيد.

وهذا فيه سؤال الله بالتوحيد اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، كذلك تلك الآية كلها توحيد، مشتملة على جمل نحو عشر جمل أو أكثر وكلها توحيد من أولها إلى آخرها الله لا إله إلا هو الحي القيوم نعم.

يسأل أحسن الله إليكم يقول ما ورد أن أذكار المساء هل تقال بعد العصر أو بعد المغرب؟

المعروف من كلام أهل العلم أن أذكار المساء تقال بعد الزوال، وأذكار الصباح تقال بعد طلوع الفجر، لكن لو أنه أخرها بعد العصر أو بعد المغرب فلا بأس، فلا بأس في بعضها صباح كل يوم مساء كل ليلة، كما في الأخبار اللي سبقت معنا، قد يقال مساء كل ليلة قيد المساء بالليلة وأنه يؤخر الذكر حتى يدخل الليل، لأنه لم يطلق المساء، لأن المساء إذا أطلق، مثل قول الرجل رميت بعدما أمسيت. في حديث ابن عباس في صحيح البخاري: قال ارم ولا حرج والمراد به يعني بعد الزوال، رميت بعدما أمسيت، لكن هذا مساء كل ليلة قيد المساء بالليل، لأن المساء إما أن يكون في النهار أو أن يكون في الليل، لأنه من زوال الشمس إلى نصف الليل مساء.

واختلف هل يمتد إلى طلوع الفجر، أو ينتهي إلى نصف الليل، والأظهر والله أعلم أنه ينتهي، أنه بنصف الليل هذا الأقرب اللي يتبين لي والله أعلم إنه ينتهي بنصف الليل، لأن نصف الليل الثاني، ليس من وقت العشاء لأن وقت العشاء ينتهي بنصف الليل، وبعد النصف الثاني، وإن كان وقت ضرورة لكنه أقرب ما يكون بالفجر، وطلوع الفجر.

وبعد نصف الليل تكون الأمور متعلقة بآخر الليل من نزوله -سبحانه وتعالى- ومن الأمور المتعلقة مثلا بالصيام من سحور ونحوه، فلهذا يكون إلى نصف الليل، ووقت العشاء كما في حديث عبد الله بن عمرو وغيره حديث أبي هريرة إلى نصف الليل أو نصف الليل الأوسط كما في اللفظ، نصف الليل الأوسط كما يبين نصف الليل الأوسط قيده بالأوسط يبين يختلف الأوسط من الصيف إلى الشتاء فوسطه في الصيف غير وسطه في الشتاء، نعم.

يسأل أحسن الله إليكم يقول: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في دعائه الذهاب إلى المسجد: أعظم لي نورا وعظم لي نورا واجعل لي نورا واجعلني نورا؟

اللي يظهر والله أعلم أنه سأل الله أن يشمله بالنور؛ لأن النور مطلوب، والنور نور حسي، ونور معنوي، في الحديث عند أهل السنن حديث بريدة وغيره بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة فسأل الله -سبحانه وتعالى- لما سار إلى المسجد قد يكون مناسبا لكونه يمشي في ظلمة، ظلمة الليل، وسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعل له نورا حسيا يوم القيامة، وهو النور العظيم الذي يكون لأهل الإيمان وبسبب الأنوار التي شمله -سبحانه وتعالى- ومن كان على نور فهو على نور من ربه، نور على نور، نور القرآن ونور السنة، فهو على نور، بمعنى أنه يمشي على هدى وهذا نور.

ولهذا كما تقدم معنا في حديث ابن عمر أنه استعاذ بالله، استعاذ بالله من أمامه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه، واستعاذ بالله أن يغتال من تحته، استعاذ الله -عز وجل- من جميع الجهات كذلك سأل الله من جميع الجهات: اللهم اجعل لي نورا، ومن فوقي نورا، ومن تحتي نورا، وعن يميني نورا، وعن شمالي نورا، ومن أمامي نورا، ومن خلفي نورا، ومن تحتي نورا ومن فوقي نورا، سأل الله النور في جميع الجهات في جسمه، ثم سأل النور في داخله، كما أنه استعاذ بالله -سبحانه وتعالى- من الشرور في الجهات الست، فهذا من أعظم الصيانة والحفظ في سؤال الله -سبحانه وتعالى- وطلبه. نعم.

يسأل أحسن الله إليكم يقول إذا كان توجهي إلى علم الفقه فماذا إذا كان يعني ميله إلى علم الفقه فماذا يحتاج من علم الحديث؟

لا شك طالب العلم ما يستغني عن هذا وهذا، ولا بد أن يكون لديه اجتهاد في طلب دراسة كتب العلم في كتب الفقه، وكتب الحديث، فيجتهد وهذا محل بحث ولا يمكن يعني تفصيله في مثل هذا الدرس مسألة ما يطلب وما..، لكن يأخذ متنا مختصرا في الفقه، ومتنا من متون الحديث إما عمدة الأحكام أو بلوغ المرام ويدرسه، يدرس بلوغ المرام ويعتني بشرح سبل السلام وبعض الشروح الموجودة، يعتني بشرح سبل السلام يقرأه أقل ما يقرأ ثلاث مرات، يقرأ قراءة متأنية ثم يتابع تخريجه وينظر في طرقه ثم يطالع مسائله في كتب الفقه.

فإن كان سبق له مثلا معرفة قبل ذلك فلا بأس أن يطالع المطولات، ومن أنفع الكتب في معرفة الخلاف والترجيح الشرح الكبير لابن أبي عمر المقدسي -رحمه الله- في شرح المقنع، هذا من أنفع الكتب، وإن كان مأخوذا من المغني لكن رتب المغني ترتيبا عظيما، وهو من أحسنها عبارة، ومن أسلسها ويسوق الأدلة -رحمه الله- ويذكر المأخذ وخاصة إذا أضاف إليه الإنصاف، إذا أضاف الإنصاف إلى الشرح الكبير في الغالب أنه يندر حاجته إلى كتاب آخر، يحتاج لا بد له من بحث لكن غالب المسائل يستوفيها صاحب الشرح.

ثم يأتيك الإنصاف يذكر لك الاختيارات التي تبنى على الأدلة، يذكر اختيارات تقي الدين، والمجد وابن أبي موسى، وابن حمدان، وابن عقيل، وابن رجب، وأمثالهم من الكبار الذين يختارون الوجوه الراجحة في الدليل، وقد تكون مروية في المذهب، وكثيرٌ من الأوجه التي يذكرها صاحب الإنصاف -رحمه الله- توافق الدليل غالبا كثيرا ما يكون الوجه الذي يخالف فيه الإمام الكبير مذهبه في الغالب أنه يكون هو الأرجح؛ لأن ما خالف لأن الوجه هو القول الذي يختاره الإمام الكبير في المذهب إذا قال وجهه في المذهب اختاره.

ولهذا اختلفوا قالوا: إنه من أصحاب الوجوه يعني الذين له اختيار، وله رواية، واختلفوا في بعض ما لهم من أهل الوجوه الذين يختار ويقول: إنه وجه في المذهب، فمنهم متفق عليه مثل ابن قدامة -رحمه الله- والمجد، وابن عقيل وأمثالهم، ومنهم من هو مختلف فيه من المتأخرين، لكن على كل حال إذا اختار هذا من المتأخرين، فلا يكون اختياره مخالفا للمذهب إلا ما هو راجح من جهة الدليل، فإذا أضاف الإنصاف إلى الشرح الكبير.

ثم بعد ذلك إذا علت همته وسمت ونظر مثلا في الكتب الأخرى مثل التمهيد مثلا لابن عبد البر، أو المنتقى للباجي، ومن أنفع الشروح ومن أحسنها وأنفعها فائدة كتاب المنتقى للباجي شرح الموطأ هذا كتاب عظيم فيه من الاستنباطات والفوائد الشيء الكثير وفي كتب المالكية، مع كتاب التمهيد لابن عبد البر -رحمه الله- نعم.

يسأل أحسن الله إليكم يقول: هل تجوز هذه العبارة، وهي أحسن الله عاقبتنا بمحمد وآله؟

ما أدري أيش المراد بهذا، أجول ما أدري هو ورد من حديث بسر بن أرطأة عند أحمد: اللهم أجرنا من خزي الدنيا والآخرة، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها بلا تقييد، اللي ورد عند أحمد وغيره في بسر بن أرطاة، اختلف في صحبة بسر هذا، منهم من أنكرها، لكن على كل حال الخبر في هذا أقوى من جهة أنهم ذكروه، وذكر طلب حسن العاقبة في الأمور كلها، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا والآخرة.

إنما إذا ذكر محمدا -عليه الصلاة والسلام- يسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يعظم أجره في المصيبة، يعني إذا أصيب في أحد يعني:

إذا ذكـرت محـمدا ومصابــه

فاذكـر مصـابك بالنبي محمـد



إذا ذكرت مصابا لك في قريب فأعظم مصاب في مصابك بمحمد عليه الصلاة والسلام.

وردت أسئلة أحسن الله إليكم عن نصيحة في آخر هذه الدورة في استغلال الإجازة الصيفية وغيرها؟

وصيتي لنفسي أولا ولإخواني: هو الاجتهاد في استغلال هذه الأيام في مجالس العلم خاصة أنه ولله الحمد تكثر دروس العلم وحلق العلم والدورات العلمية في هذه البلاد في كثير من المساجد في غالب الأوقات وهي متوفرة يقوم بها أهل العلم يشرحون فيها المتون، فأوصي نفسي وإخواني بالاجتهاد فيها وحضورها والعناية بالاجتهاد قبل ذلك بالتحضير قبلها والمراجعة، فأسأله -سبحانه وتعالى- أن يرزقني وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح بمنه وكرمه آمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.