المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عائدون من مرض السرطان هزموا اليأس!



Eng Amr Adel
04-09-2015, 22:34
كلما تحضّرنا زادت نسبة المرض .. ولايعني الموت دائماً

عائدون من مرض السرطان هزموا اليأس!

https://www.rise.company/forum/images/imported/2015/09/671997567713-1.jpg
التوعية والكشف المبكر يقللان من نسب الإصابة

الرياض، تحقيق - سحر الشريدي
الأمل والتفاؤل وقبلهما التوكل على الله سبحانه وتعالى أنه الشافي المعافي.. هكذا كانت مشاعر المرضى الذين تعافوا من مرض "السرطان" بفضل الله ومنته، حيث استطاعوا ان يتكيفوا مع مرضهم ويرضون بقضاء الله وقدره، وتضافرت الجهود الطبية مع الجهود الأسرية في رفع روحهم المعنوية حتى تجاوزوا محنتهم..
"الرياض" التقت بالمرضى المتعافين وسلطت الضوء على تجاربهم؛ لتمنح "الأمل" لمن كان اليأس مسيطراً على مرضه.

عدم استسلام
في البداية، روى "عادل الخلف" قصته مع مرض السرطان وكيف كان أمله بالله تعالى لم ينقطع، حيث اكتشف المرض بمحض الصدفة، بعد أن رأى ورماً ظاهراً في جسمه، وبعد التحاليل أخبره الطبيب أنه مصاب بمرض "الدرن"، ومضت فترة من العلاج ولم يشعر بتحسن، مما جعله يخضع لزراعة أخرى لهذا الورم، مبيناً أنه بعد التثبت وُجد أن الورم عبارة عن مرض الليمفوما، وهو نوع من أنواع السرطانات المنتشرة، مضيفاً:"لم استسلم، فكنت على يقين أنه لن يصيب الإنسان إلاّ ما كتب له، فبمجرد الإيمان بهذا الشيء تختلف كل أمور الحياة، والإيمان أن الله هو القادر على الشفاء".
وأضاف أن كل من يرى نهايته في هذا المرض فهو إنسان محبط، لأنه لولا الأمل فلن يستطيع الإنسان العيش على هذه الأرض، مضيفاً:"نعلم يقيناً أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، فهذا الابتلاء من الله ليرفع من قدرك، ويزيد من حسناتك فكل لحظه تقضيها مع هذا المرض يكون صبر المريض واحتسابه الأجر عند الله خيراً له وزيادة له في حسناته"، ناصحاً المرضى بعدم الاستماع لنصائح عامة الناس الذين يجعلون من أنفسهم أطباء ويخلقون الوصفات العلاجية قد تكون سبباً في تعطيل عمل الأطباء المعالجين الأخبر بحالة المريض الصحية.

حياتك بيدك
ووجه "الخلف" نصيحة للمرضى، قائلاً:"حياتك بيدك فأنت من يصنع فيها التفاؤل"، منوهاً أن قرب الأهل حول المريض وتفاؤلهم بشفائه يخلق داخله روح التفاؤل ويدعمه نفسياً؛ لأن المريض تمر عليه حالات انهيار لمعنوياته، مطالباً مسؤولي المستشفيات أن يوضحوا للمرضى حقوقهم التي يجهلونها، مقدماً شكره لوالدته، واخوته، وأقاربه، والكادر الطبي الذين كان لهم فضلٌ كبير بعد الله في أن يتخطى هذا المرض بفضل الله تعالى، سائلاً المولى القدير أن يمنّ بالشفاء العاجل على جميع مرضى المسلمين.

عدم اليأس
وذكر "هزاع المطيري" أنه في بداية مرضه لم ييأس أو يستسلم للمرض، حيث كانت بداية علاجه بعد التشخيص مباشرة، وأصبح يتنقل من محافظة "القيصومة" إلى مدينة "الرياض"؛ لأخذ جرعات العلاج الكيماوي في مواعيدها المحددة، والخضوع لجلسات العلاج الإشعاعي، مبيناً أنه في ظل تطور الطب والمراكز التي تهتم بمريض السرطان، لم يعد هناك مجال للتشاؤم بعد الإيمان المطلق بالله تعالى، والبدء في مرحلة العلاج التي تنتهي بالشفاء بإذن الله، مضيفاً:"الاقتناع الداخلي للمريض هو من يغير التفكير بالمرض، ومدى تقبله لبدء العلاج، ولم يتوقف الأمر على متعافٍ واحد بل نسمع ونشاهد الكثير من النماذج أمامنا لمتعافين صغار وكبار ولله الحمد أكملوا العلاج ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي"، لافتاً أن التثقيف الصحي للمريض له دور مهم، حيث يوضح له الأعراض المصاحبة للعلاج وعدم الخوف منها، والأعراض المؤقتة في فترة العلاج، بالإضافة إلى الدعم النفسي من الأسرة للمريض.

نظرة خاطئة
وأكد "خالد العنزي" على أن ما مر به خلال فترة مرضه شيء مكتوب من الله تعالى، مضيفاً أن عدداً من المرضى يعتبرون مرضهم نهايةً لهم، وتلك نظرة خاطئة، حيث يجب مقاومة المرض بالقوة والصبر والاحتساب والتوكل على الله تعالى في كل شيء، ومتابعة الطبيب المختص؛ للتخلص من هذا المرض، فلا يوجد داء إلاّ وله دواء، مضيفاً:"عودتي للشفاء والحياة بعد المرض أكبر نعمة أنعمها الله تعالى علي".

أمل جديد
وللأمل قصة أخرى مع المتعافي "بندر الدحيم"، وقال:"في بداية المرض عانيت من أعراض بسيطة في أسفل البطن، وبعد مراجعة عدة مستشفيات اختلفوا في وصف الأعراض، وأوضح كشف أنه عسر هضم، وآخر بين أنها تقلصات في المعدة وأعراض قرحة"، مبيناً أنه عالج بعدة مسكنات وإبر، إلاّ أن الألم ما زال مستمراً، مما اضطره إلى الذهاب نحو طبيب مختص بالباطنية، وبعد الكشف والتحاليل المخبرية تبين أنه مصاب بالسرطان، مكملاً:"لم أصدق، وشعرت أن الأرض ضاقت بي، وأحلامي وطموحاتي تبخرت، وطلب مني الطبيب إجراء عملية عاجلة، ولكن رفضت لكي اتمكن من الجلوس مع أبنائي وأشبع نظري بهم، فلا يخفى عليكم أن مرض السرطان مقترن بالموت لدى الكثيرين، ولكن الحمدلله منّ الله تعالى علي بالشفاء بعد مساعدة عائلتي وأقربائي وأصدقائي".

وذكر "الدحيم" أنه مر بأيام استسلم خلالها للمرض، وشعر بالضعف، إلاّ أن توكله على الله فاق يأسه، فكان في كل لحظة يشعر بالألم أو الخوف يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم، مستعيناً به كدافع قوي لتعدي هذه الأزمة، مبيناً أنه يقضي أوقاته الأخرى بالرسم بواسطة الفرشاة ويرسم لوحات ممزوجة بالأمل والنور، مضيفاًً:"أيقنت بعد الشفاء أن المرض ابتلاء من الله عز وجل، وأن الإنسان حينما يصبر على الابتلاء فله بشرى من الله واجر عظيم ومنزلة عظيمة فلا يضيع الإنسان هذا الأجر العظيم بكثرة السخط وعدم الرضا، إلى جانب أن يقابل المرض والعلاج بنفس مؤمنة وراضية كل الرضا وقوية بما كتبه الله".

مجموعة "متعافي"
وأوضح "الدحيم" أنه بعد أن منّ الله عليه بالشفاء، أنشأ مجموعة "متعافي" وهي الأولى من نوعها في الوطن العربي، وتهدف إلى تقديم الدعم النفسي والمعنوي لمرضى السرطان، وجميع أعضاء المجموعة في بداية تأسيسها كانوا مرضى منّ الله عليهم بالشفاء، واستشعروا معاناة المرضى، مشيراً إلى أن المجموعة تضم أعضاء تجاوزا عدد 250 شخصاً ما بين مريض سابق، وطبيب، وأشخاص متطوعون، مضيفاً:"تم تبني هذه المجموعة من قبل (الجمعية الخيرية لمكافحة السرطان)، وأعطونا التوجيهات اللازمة، ونسقوا لنا مع مجموعة من مراكز الأورام في المستشفيات؛ لزيارة المرضى والاجتماع معهم والمشاركة في عدد من المعارض والاحتفالات والأنشطة والفعاليات التي ليس لها علاقة بالسرطان.

أمراض التحضر
ونوه "د.مشبب العسيري" -استشاري علاج الأورام بعلاج الأشعة ومدير مركز الأورام بمدينة الملك فهد الطبية- أن مرض السرطان من الأورام التي يتزايد أعداد مرضاها في كافة أنحاء العالم بنسب متفاوتة، معتبراً إياه من أمراض التحضر؛ أي كلما زاد تحضر البلاد زادت نسبة مرض السرطان، حيث إن أكثر بلدان العالم تحضراً هي الأكثر زيادة في حالات المرض مثل اسكندنافيا وأمريكا الشمالية وأوربا الغربية.

عوامل مشتركة
ولفت أن العوامل المشتركة في انتشار المرض هي في زيادة تناول اللحوم الحمراء، وزيادة أعداد المدخنين، إلى جانب نقص الأنشطة الرياضية، وانتشار السمنة، والتعرض للمواد المسرطنة في الغذاء أو البيئة والإشعاع، والإصابة ببعض الفيروسات المسببة للسرطان، مضيفاً:"يوجد مرضى يتخاذلون في البحث عن علاج لهذا المرض، ويعتبرونه صعباً ومستعصياً علاجه، ويرجع ذلك إلى سوء السمعة التي تلاحق مرضى السرطان نتيجة تراكم الأفكار عن المرضى، عندما كان في السابق من الأمراض المستعصية، ويعتبرونه مرضاً قاتلاً ولا يصلون إلى المستشفيات إلاّ في مراحل متأخرة مما يؤدي إلى تضاؤل نسب الشفاء والعلاج، والنتيجة حتمية في الوفاة لإهمالهم صحتهم، خلافاً عن المرضى الذين يصلون في مراحل المرض الأولية.

نسبة الشفاء
وذكر أن الوضع حالياً اختلف عن السابق، ويكثر نسبة الشفاء إلى أكثر من 55% إذا قورنت بأمراض أخرى لا يمكن الشفاء منها، مشيراً إلى أن التطور الكبير في تقنيات الطب، ووسائل العلاج، والتشخيص المبكر للمرض بوقت مبكر ووسائل العلاج الناجحة، كالجراحة والعلاج الإشعاعي والكيمائي، وتطورات في العشر السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تحسن العلاج، مضيفاً أن مرض السرطان يصيب أي خليه بالجسم تتعرض للتسرطن، ولكن هناك أعضاء تتعرض للتسرطن كغيرها مثل التي يحصل لها تجديد بشكل مستمر كالغدد والثدي والأنسجة المخاطية حيث أن هذه الخلايا تتعرض للتسرطن أكثر من غيرها.
وأوضح أن نسبة الشفاء من بعض الأمراض السرطانية متفاوتة حيث أنه في الغدة الدرقية يصل إلى 98%، وفي سرطان الثدي يصل إلى 60-80%، وفي الغدد اللمفاوية يصل إلى 50-90%، فيما يبلغ في أورام عنق الرحم 60%، وفي أورام المثانة السطحية يصل إلى 90%، ويصل في سرطان الدم إلى 90% للأطفال، وللبالغين 80%، مبيناً أن هناك بعض الأورام التي تقل فيها النسب غير السابقة مثل سرطان الدماغ، والرئة، والكبد، والبنكرياس، والمعدة، والمريء، حيث مازالت نسب الشفاء متدنية، مبيناً أن تطورات الحاسب الآلي والتقنية حسّنت كثيراً من وسائل التشخيص على تقنيات الحاسب الآلي، مما أدى إلى وسائل تصوير وتشخيص أدق من السابق، إلى جانب سهولة نقل المعلومات والصور الطبية

قلة الوعي
وذكر "عبدالرحمن الخراشي" -مساعد المشرف العام بالجمعية السعودية للسرطان- أن قلّة الوعي الصحي لدى بعض أفراد المجتمع لمرض السرطان يصنف من أحد العوامل التي تجعلهم يستسلمون عند إصابتهم به، وذلك بسبب جهلهم بالمعلومات الكافية عن المرض، مشيراً إلى أن الفكرة العامة التي يعتقدها كثيرٌ من المصابين والأفراد أن الإصابة بالسرطان تعني بالضرورة الموت المحتم، على الرغم من وجود حالات منّ الله عليها بالشفاء، منوهاً أن البيئة الاجتماعية المحيطة بالمصاب تلعب دوراً هاما في تهيئة المناخ الملائم للمصاب وتسهم في رفع معنوياته وروحه النفسية، مما يمنحه الشعور بالأمان والثقة والإصرار والعزيمة في التغلب على المرض، مشدداً على أهمية الوازع الديني في تشكيل دور هام نحو تكيّف المصاب، وتقبله للمرض باعتباره جزءاً من القضاء والقدر الذي كُتب له من الله عز وجل.

دور اجتماعي
وشدد "الخراشي" على أن الاختصاصي الاجتماعي والنفسي يمثل دوراً هاماً كأحد أعضاء الفريق الطبي المعالج في دراسة حالة المريض من الناحية الاجتماعية والنفسية، والعمل على حل المشكلات التي تواجه المريض، إلى جانب التغلب على المخاوف التي تساور المريض والتخفيف من مشاعر الخوف والقلق والتوتر التي تصاحب المرض وتسيطر على مشاعر المريض أثناء فترات تلقيه للعلاج، مبيناً أن الأختصاصي يسهم بشكل كبير في شرح الآثار المترتبة على المرض لأسرة المريض بما يسهم في فهمهم للحالة التي يمر بها مصاب الأسرة، ويساعدهم في التعرف على أفضل الطرق الملائمة للتعامل معه وتفهم مشاعره وردود أفعاله، مما يتيح مساعدة الأسرة على تفهم ضرورة الوقوف بجانب المصاب ومؤازرته حتى يصل إلى بر الأمان بإذن الله.

وأشار إلى أن العامل الاقتصادي قد يلعب دوراً في عملية مواصلة العلاج، فبعض المصابين من الفقراء لا يستطيعون تحمل أعباء التنقل بين مناطقهم إلى المناطق التي تتواجد بها مراكز العلاج المتخصصة، مما يجعلهم يشعرون بمعاناة كبيرة وضيق إلى أن يصل بهم الحال إلى الاستسلام للمرض وعدم الرغبة في المقاومة أو مواصلة العلاج، مبيناً أن "الجمعية السعودية لمكافحة السرطان" استحدثت أول مشروع متخصص لمرضى السرطان تحت مسمى "أركان المساندة الاجتماعية والنفسية بمدينة الملك فهد الطبية"، حيث يقدم من خلالها برامج وورش عمل، إضافة إلى عدد من الفعاليات بهدف توعية أفراد المجتمع، داعياً الجميع بدءاً من وسائل الإعلام نحو المشاركة في تثقيف المجتمع بمثل هذا المرض وإبراز النتائج الايجابية التي يتم تحقيقها.