المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي الشركة القابضة (Holding Company) ؟



Rise Company
25-09-2022, 14:04
ما هي الشركة القابضة (Holding Company) ؟

https://youtu.be/LzdhJ9T-S3k

الشركة القابضة هي: الشركة التي تملك الأسهم المتداولة لمجموعة شركات أخرى، بحيث يكون لديها اليد العليا في إدارة هذه الشركات، وتسمى هذه الشركات بالشركات التابعة.

بمفهوم آخر: الشركة القابضة هي شركة لا تنتج سلع أو خدمات، ولكن كل وظيفتها هي إدارة أو الاستثمار في شركات أخرى، والتي تسمى الشركات التابعة. وهذا يعني بلغة الأسهم أن الشركة القابضة هي كيان اقتصادي، والذي يمتلك النصيب الأكبر في أسهم شركات أخرى من أجل التحكم بها والسيطرة عليه.

----------------------------------------------

أنواع الشركات القابضة

هناك نوعين رئيسيين من الشركات القابضة:

1- شركة قابضة نقية (Pure Holding Company)

هذه النوع من الشركات القابضة الغرض منه فقط السيطرة أو الاستثمار في الشركات الأخرى، لهذا فإنك لن تجد هذه الشركات تقوم بتقديم أي عمل أو أي خدمة.
مثال: شركة Alphabet Inc
https://www.rise.company/forum/images/imported/2022/09/19.jpg

شركة Alphabet هي الشركة التي تملك Google وغيرها من الشركات، ولو بحثت جيداً ستجد أن هذه الشركة تم تأسيسها عام 2015.
أما شركة جوجل فقد تم تأسيسها عام 1998 من قبل Larry Page و Sergey Brin، وهذا في بداية ظهور الإنترنت وسيطرته على اقتصاد العالم.
اقرأ أيضاً: ما هو الانترنت في شرح مبسط
ولو بحثت أيضاً ستجد أن المدير التنفيذي (CEO) الحالي لشركة Alphabet Inc هو نفسه Larry Page، والذي ترك هو و Sergey إدارة شركة جوجل بشكل مباشر منذ فترة طويلة.
هذا المثال سيجعلك تفهم بشكل كبير فائدة الشركة القابضة، ولو راجعت تاريخ الشركات التي استحوذت عليها شركة Alphabet Inc ستتأكد من ذلك بنفسك.
لا تقلق سنفسر ذلك لاحقاً بشكل أكبر، والذي سيجعلك تفهم لماذا قام مؤسسي شركة كبيرة مثل جوجل بأن يتخذوا هذا الإجراء بعد تقريباً حوالي 17 عاماً كاملاً من تأسيس شركة جوجل نفسها.

2- شركة قابضة عاملة (Operating Holding Company)

هذه الشركة تُسمى بالعربية الشركة الأم، وهي شركة قابضة تمتلك الكثير من أسهم الشركات الأخرى، ولكن الشركة الأم هذه هي شركة عاملة، وتقدم سلعة أو خدمة.

الفارق بين هذين النوعين بسيط وواضح، وهو أن الشركة الأم تقدم خدمة للناس، لديها بزنس خاص بها، على عكس الشركة القابضة النقية كما ذكرت سابقاً.
مثال: Bank Of America

https://www.rise.company/forum/images/imported/2022/09/20.jpg

الشركة القابضة بنك أمريكا تُعد واحدة من أشهر الأمثلة في العالم على الشركات القابضة العاملة، فهي تمتلك مئات الشركات الأخرى طبقاً للسجلات الأمريكية في الكثير من البلدان وليس فقط أمريكا.
بنك أمريكا يقدم الخدمات للمواطنين والمستثمرين في أمريكا وفي بلدان أخرى، ولكنه أيضاً يمتلك سلة كبيرة من الشركات التي يمتلكها إما بشكل كامل، أو يمتلك حصة كبيرة من إدارتها.
أغلب هذه الشركات هي شركات استثمارية وشركات عقارية، وكل هذا لتسهيل عمل بنك أمريكا في أي مكان في العالم، وبأقل المخاطر الممكنة، والتي سنتعرف عليها لاحقاً.
بهذا تكون على علم بالنوعين الرئيسيين للشركات القابضة، ولكي تتضح لك الصورة أكثر دعنا نناقش كيفية عمل هذه الشركات.

-------------------------------------------

كيف تعمل الشركة القابضة؟

من المثالين السابقين اتضح لك أنه الشركة القابضة هي في الغالب واجهة تُستخدم لإدارة مجموعة من الشركات الأخرى بهدف تسهيل عملية الإنتاج والتطوير أو بهدف الاستثمار المباشر.
دعنا ننظر إلى هذه الأمثلة التخيلية حتى يتضح لك الغرض الحقيقي من إنشاء الشركات القابضة بشكل عام بمختلف أنواعها.

1- شركة الرابحون القابضة

فلنفترض مثلاً أننا في موقع الرابحون سنقوم بتأسيس شركة كبيرة لإدارة الموقع وصناعة المحتوى، ثم بعد ذلك قمنا بشراء عدة مواقع أخرى.
ولكن كل موقع جديد نشتريه نقوم بتأسيس شركة مستقلة منفصلة خاصة به، بحيث نشرف على إدارتها، ولكننا لا نعمل بها بشكل مباشر، في هذه الحالة سيكون لدينا شركة الرابحون القابضة.
وأعتقد أنك خمنت أنه في تلك الحالة ستكون هذه الشركة من النوع الثاني، لأنها تعمل بشكل منفصل وتقدم خدمة بشكل مباشر للجمهور في نفس الوقت.
ماذا لو قمنا بالمستقبل بإنشاء شركة منفصلة لإدارة موقع الرابحون نفسه، وتفرغنا فقط لإدارة كل هذه الشركات وتوفير كل الإمكانيات اللازمة لها … ستصبح إذن شركتنا شركة قابضة نقية.
الغرض من هذا المثال هو توضيح الهدف من إنشاء شركة قابضة بهذه الطريقة والذي يتمثل في التالي:


التفرغ للجانب الإداري والتنظيمي للشركة الأم.
التفرغ لتحليل السوق ومراقبة المنافسين والمشاريع الجديدة.
استثمار جزء من رأس مال الشركة الأم في مشاريع أخرى من أجل زيادة الأرباح.

إذن الهدف الرئيسي من هذه الطريقة هو تطوير الشركة نفسها وتطوير رأس المال – مثلما فعل مؤسسي جوجل – هذا بالطبع بخلاف أسباب أخرى سنناقشها لاحقاً.
الآن دعنا ننتقل للمثال التخيلي الثاني، والذي سيتضح لك الجانب الآخر للشركات القابضة.

2- شركة المنارة القابضة

لنفترض أنك وصديق لك تمتلكون 10 مليون جنيه، وتريدون استثمار هذا المال، فقمتم بتأسيس شركة المنارة القابضة، ثم اتخذتم الخطوات التالية:


شراء مطعم كبير قيمته 2 مليون جنيه.
شراء قطعة أرض قيمتها مليون جنيه.
شراء 60% من شركة أدوات مكتبية بقيمة 5 مليون جنيه.
الاحتفاظ بالباقي للمصاريف الإدارية.


ستلاحظ أن الهدف هذه المرة مختلف من إنشاء هذه الشركة القابضة، الهدف هنا هو الاستثمار بشكل مباشر، فهذه الشركة الغرض منها الاستثمار في بعض الشركات أو الأصول المختلفة لتحقيق الأرباح.
وبهذا تكون شركة المنارة القابضة كل عملها هو مراقبة السوق، ومتابعة تقارير أرباح الشركات المساهمة بها حتى تتأكد أن إدارات هذه الشركات تسير على الطريق الصحيح.

----------------------------------------------------

مهام الشركة القابضة

https://www.rise.company/forum/images/imported/2022/09/21.jpg

حتى نلخص الأمثلة السابقة وأيضاً لكي ترسم لنفسك صورة كاملة لآلية عمل الشركات القابضة،
انظر إلى النقاط التالية التي تمثل مهام الشركة القابضة.



[*=right]الإشراف على إدارة الشركات التابعة لها.
[*=right]الإشراف على تقارير المصروفات والإيرادات للشركات التابعة لها.
[*=right]الإشراف على السياسات العامة لهذه الشركات.
[*=right]توفير رؤوس الأموال اللازمة والخدمات لأي شركة تحتاج إليها من المجموعة.
[*=right]استثمار رؤوس الأموال المتوفرة في الشركة القابضة نفسها في السوق لتحقيق أعلى العائدات الممكنة.


أعتقد أنك الآن أصبحت مدرك تماماً لما هي الشركة القابضة، وأيضاً تعلم كيف تعمل وما هو الهدف منها، ولكن هناك تفاصيل أخرى تجعل كبار رواد الأعمال في العالم يعتمدون على هذه الشركات.

أهمية الشركة القابضة لرواد الأعمال والمستثمرين

دعنا نتعمق قليلاً في الأسباب الاقتصادية والقانونية التي تجعل كبرى شركات العالم تعتمد على نظام الشركات القابضة في إدارة كل مشاريعها واستثماراتها.

1- تقليل حجم المخاطرة

هناك مثل بسيط يقول “لا تضع بيضك كله في سلة واحدة” هذا المثال يعمل به كل رواد الأعمال والمستثمرين، وهو عدم وضع كل رأس المال في مشروع أو استثمار واحد.
اقرأ أيضاً: كيف تصبح رائد أعمال (نصائح عملية من رائدة أعمال)
الشركات القابضة تستثمر في أكثر من مجال وأكثر من مشروع، وفي حالة فشل أي واحد منهم، فلا مشكلة، فهناك مشاريع وأرباح أخرى تعوض هذه الخسارة، بدلاً من خسارة رأس المال كله.
لهذا الشركات الكبيرة تتحرك بدون مخاوف في الاستحواذ على شركات مختلفة أو بناء مشاريع جديدة، لأنها تعلم أن لديها مشاريع أخرى تجلب أرباح، فلا مانع من المخاطرة.

2- الآمان القانوني في حال الإفلاس

طبقاً لأغلب القوانين الاقتصادية في العالم فإن الشركة القابضة ليست مسؤولة بشكل مباشر عن أي شركة تابعة لها في حال وقوع أي مشكلة مثل الإفلاس.
بمعنى أنه في حال خسرت أي شركة من هذه الشركات كل أموالها وأعلنت إفلاسها، لن تستطيع الجهات الدائنة أن تطالب الشركة القابضة بسداد أي أموال.
كل ما في الأمر أن الجهات الدائنة ستقوم بالسيطرة على كل ممتلكات ومعدات الشركة التابعة التي أفلست وحسب.
بهذا فإن الشركة القابضة الأم لا تخسر إلا رأس المال الذي استثمرته في هذه الشركة، و ربما هبوط في سعر الأسهم إن كانت الشركة القابضة مطروحة في البورصة، وهذا كل شيء.
وهذا بحد ذاته عامل آمان كبير للغاية للشركات القابضة، وسبب أقوى يجعل المستثمرين الكبار يعتمدون على هذا النمط في الاستثمار مثل العملاق Warren Buffett رابع أغنى شخص في العالم حالياً، والذي بنى ثروته عن طريق الاستثمار.

3- التسهيلات المالية وأنظمة الضرائب

تقوم الشركات القابضة في العادة بتقديم تقرير كلي عن الضرائب لكل الشركات التابعة لها، وهذا يعني أنه في حال إنشاء الشركات الجديدة أو في حال وجود أي خسارة تصبح الضرائب أقل بكثير.
وليس هذا كل شيء، إدارة الشركات القابضة تتعمد إنشاء الشركات التابعة لها في العديد من الأماكن التي لها أنظمة ضرائب مختلفة، وبهذا تتمكن من تقديم الضرائب في الدول أو المقاطعات التي تقدم أفضل التسهيلات.
كما أن الشركات القابضة تستطيع بسهولة الحصول على قروض لأن لديها العديد من الأصول، وهذا يجعل الفوائد على القروض أقل ما يمكن.

لهذا الشركات التابعة لا تقوم بنفسها بطلب أي قرض في حال احتاجت لذلك، بل تترك إدارة الشركة القابضة نفسها هي التي تتولى كل شيء.

4- السيطرة على الإدارة

الشركة القابضة – على حسب الأسهم التي تمتلكها في الشركات التابعة – تستطيع تغيير الإدارة في أي وقت، أو أن يكون لديها رأي مؤثر في سياسة الشركة نفسها.
وهذا يجعل الشركة القابضة الآمر الناهي في كثير من الأحيان، وبأقل مجهود ممكن، فهي لا تقوم بنفسها بتسيير الأعمال في هذه الشركات، بل تقوم باختيار إدارة ذات كفاءة ثم تراقب عملها وتتمتع هي بالأرباح في النهاية.

مثال على شركة قابضة عربية

https://www.rise.company/forum/images/imported/2022/09/22.jpg

هناك المئات من الشركات القابضة العربية في مختلف الدول، ولكن لعل أبرز مثال هو شركة المملكة القابضة، والتي يمتلك معظم أسهمها الأمير السعودي الوليد ابن طلال.
هذه الشركة لديها العديد من المشاريع في الوطن العربي والعالم في العديد من المجالات، إما تمتلك هذه الشركات بشكل كامل أو بشكل مساهم مثل:



مجموعة روتانا (القنوات – شركة الإنتاج – الإصدارات الرقمية).
مجموعة مدارس المملكة.
فنادق Four Seasons.
شركة ماكدونالدز.


وغيرها الكثير من الاستثمارات، علماً بأن مجموعة المملكة تمتلك شركات روتانا بنسبة 100%، أما الشركات الأخرى فهي تمتلك فيها نسب متفاوتة.

عيوب الشركة القابضة من الناحية الاقتصادية

على الرغم من أن الشركات القابضة مفيدة لأصحاب الأموال والمشاريع لأنها تساعدهم على التطور وزيادة الأرباح، إلا أنه هناك بعض العيوب لهذا النظام ومنها:


[*=right]تحكم إدارة الشركة القابضة في كل شيء واتخاذ القرارات بناءاً على الأرباح فقط، مما يقلل حرية الإبداع والتطوير بشكل عام.
[*=right]التهرب من الضرائب أو التحايل على القوانين في الكثير من الأحيان.
[*=right]مساعدة أصحاب رؤوس الأموال الضخمة في زيادة أموالهم بشكل أسرع مما يزيد الفجوات في طبقات المجتمع.
[*=right]في بعض الأحيان تستغل الشركات القابضة نفوذها في السيطرة على القرارات السياسية في أي مجتمع.
[*=right]الشركات القابضة الكبيرة قد تعتمد على أساليب غير شريفة لضرب المنافسين لشركاتها في الأسواق.
[*=right]الكثير من الشركات القابضة تعتمد على نظام الاحتكار في سلع وخدمات معينة، وبهذا تتحكم في السوق بشكل كلي تقريباً.


لهذا هناك حراك قوي في المجتمع الاقتصادي العالمي بتعديل قوانين الضرائب، وأيضاً بوضع آليات أفضل لحماية مبدأ التنافس الشريف في الأسواق.
كما توجد الكثير من الدعوات لتفتيت الشركات القابضة الكبيرة، والتي أصبحت تسيطر على السوق في مجالات كثيرة خصوصاً في الخدمات التكنولوجية، والتي أصبحت المحور الرئيسي في حياة البشر.
على سبيل المثال، دعوات المرشحين الرئاسيين في الانتخابات الأمريكية – التي أصبحت على الأبواب – لتفتيت شركات مثل جوجل وفيسبوك وأمازون وغيرها.
هذا لأن هذه الشركات تمتلك قوة كبيرة، فهي ما تقدم الخدمة وأيضاً تراقب على نفسها، بالإضافة للمارسات الخاصة بجمع البيانات والسيطرة على الشركات الناشئة.