القصة الأولي"الذكري الجميلة":

كان ياما كـان . . . كان هناك ثلاثة من الملوك .. وكان كل واحد منهم يحكم دولة كبيرة . فاتفقوا يوما على أن يلتقوا في قصر أحـدهم لأمر هام .






أخذوا يـتـحـدثون ويتسامرون في تلك الليلة وكـانت نتـيـجـة هذا الحديث الطويل أنهم أيقنـوا أن الحيـاة مهـما طالت فهى زائلة.






وأن النعيم الحقـيـقى لن يكون إلا في الجنة…وأن الإنسان العاقل هو من يعـمل أعمالاً يجنى من ورائها الحسنات ودعاء الناس له من بعده.






فقام الملك الأول بحفر مجموعة من الآبار في الطريق الذي يربط بلده بمكة والمدينة وذلك لأن الطريق طويل.




-وكان كثير من الناس يموتون عطشا في هذا الطريق . فلما حفر الملك تلك الآبار كان الناس يسافرون في أمان ويشربون الماء ويستريحون من عناء السفر ويدعون له .




وهكذا استطاع الملك الأول أن يعمل عملاً صالحا يجنى من ورائه الحسنات ويفوز بدعاء الناس حتى بعد موته.




وأما الملك الثاني فقـد أمر الوزراء ببناء برج مرتفع، وأن يجعلوا على قمته سراجا كبيرا يراه المسافرون وأبناء السبيل ليأتوا إلى القصر.




فيكونوا في ضيافة الملك . . . فيستريحوا ويأكلوا ويشربوا وأوصى الملك أولاده بأن يستمر هذا الخير بعد موته .




وهكذا استطاع الملك الثاني أن يعـمل عملاً صالحا يجنى من ورائه الحسنات ويفوز بدعـاء الناس له حتى بعد موته.




وأما الملك الثالث فقد سلك مسلكا آخر ... فقد قرر أن يجمع أموالاً كثيرة يعجز الناس عن عدِّها حتي يقول الناس بعد موته : إنه كان أغنى ملك في زمانه.




أخذ يجمع المال ويظلم الناس في مملكتـه فأخذ الناس يدعون عليه حتى مرض ثم مات، وترك ماله كله ولم يكن له أولاد فاقتسم الوزراء والحراس أمواله وخرب القصر من بعده حتى سكنته الوحوش.




الدروس المستفادة من القصة الأولي :


1 - أن المسلم يعلم أن الدنيـا لا تدوم، وأن النعـيم الحقيقى لا يكون إلا في الجنة فينبغي أن يحرص على أن يعمل أعمالاً صـالحة توصله إلى الجنة بدلا من أن ينشغل بجمع المال وظلم الناس.




ظ¢- أن المسلم إذا عمل عملاً ينتفع به الناس في حياته وبعد مـوته، فإن حسناته لا تنقطع عنه أبدا بل ولا تنقطع عنه دعـوات الناس له بعـد مـوته كمـا فـعل الملك الأول والثاني.




وإذا عمل عملاً يتضرر منه الناس في حياته وبعد موته فـإن سيئاته لا تنقطع عنه أبدا بل ولا ينقطع دعاء الناس عليه كما فعل الملك الثالث .
www.story3alnet.com
https://www.story3alnet.com/