جاءت هذه الغزوة المباركة برهانا قاطعا ان القوة والغلبة والنصر ليس في الاسباب البشرية دائما وان الايمان بالله تعالى يفعل المعجزات وان القوة والسلاح والعدد والعدة ليست كل شيء في المعركة بين الاسلام والكفر فهناك قوة غالبة وقاهرة فوق ذلك وهي قوة الحق وسلطة الايمان ...


لقد اسقطت هذه الغزوة نظرية ان الغلبة والنصر للعدد والعدة والاكثرية وجاءت بمفهوم جديد في البشرية بان القلة الضعيفة يمكن لها الانتصار والغلبة والسيادة اذا كانت تؤمن بمبادىء ايمانية وقيم روحانية تصلها بخالقها ومعبودها الاله الحق ....

فلا قوة ولا عدة ولا عتاد مع قوة الايمان بالله والحب في الله والتضحية في سبيل الله فمتى ما وجد الله تعالى الاخلاص في قلب المؤمن والعزة بالله تعالى الاله الخالق الواحد الاحد واخلص له فيحبه وعبادته وتضحياته فانه تعالى سينصره ويعوضه عن العدد والعدة والسلاح بجنود من عنده وهذا ليس بعزيز على الله تعالى ...

نظرية القوة والبطش والغطرسة وقوة السلاح وقوة الاجسام وكثرة الاعداد لا تغني ولا تسمن من جوع اذا ما صادفت قلوبا تشع بالايمان وتنبض بالحياة الاخرة وتسعى لتحقيق مرضاة ربها وخالقها ومعبودها
انزل الله تعالى الملائكة تقاتل مع المومنين لانهم اخلصول دينهم لله وتمكن منهم الايمان وتغلل في قلوبهم ولانهم نصروا الله تعالى في نفوسهم فنصرهم الله تعالى عل عدوهم ...

فبمقياس العقل لا يمكن ان يتحقق النصر لفئة ضعيفة هزيلة ذليلة لا تملك من الادوات والاسباب البشرية شيئا يقاس وبين فريق يملك كل العتاد والقوة والسلاح والعدد الاكثر بل اضعاف الفريق الاخر ...

لايمكن ان يصدق العقل ان العدد القليل يغلب العدد الاكبر وان الاضعف يغلب الاقوى ...
لكن بمقياس الايمان وبمقياس الاخلاص لدين الله ولرسوله والحب والتضحية والصدق مع الله تعالى يمكن ان يتحقق ذلك ....

فمتى ننصر الله تعالى في انفسنا حتى ينصرنا الله تعالى على اعدائنا ....