تسمم روبرت بالثاليوم فمات ....!!!
في تشرين الأول أكتوبر عام 1991 جاء محققون من "اوشا" وهي وكالة بيئية فيدرالية إلى جامعة "ويلكس بار" في بنسلفانيا لملاحقة قاتل محترف وخطير، فيما كان يجري تحديث مختبر الكيمياء مرض أحد عمال الكهرباء ويُدعى "روبيرت كيرلي" بصورةمفاجئة وخطيرة.
أُحضر إلى المستشفى بحالة هذيان، وكان يقول أنه يشعر بنار تشتعل في جسده، كان ألمه مريعاً لدرجة أن الأطباء قيدوه، لم يستطع أحد مساعدته وبعد أربعةأيام توفي عن عمر لا يجاوز الثلاثة والثلاثين، مات كيرلي بمرض مؤلم عجز الأطباء عن معرفته، توسعت حلقة الشكوك عند إجراء التحاليل المخبرية حيث تبين أن روبيرت مات من جراء سم قاتل اسمه "ثاليوم" وأُحضر علماء البيئة المسئولين إلى المختبر شخصيةأن يكون كله قد تلوث، فأخذوا عينات من الهواء ثم راحوا يقتفون أثر السم فما وجدواأثراً له.
إلى أن تفاجئوا بوجود خمس زجاجات تحتوي على الثاليوم في غرفة مخزن صغيرة خلف المختبر، وخشية أن يكون أي من العاملين قد أصيب بالتلوث جرى التأكد من خلوهم من سم الثاليوم.
أحد العاملين :
انزعجت كثيراً بل كلنا انزعجنا من فكرة انتشار سم في الجو، وقد نكون معرضين للتلوث به، وإذا أصيب "بوب" - المقصود روبرت كيرلي - به فهناك احتمال كبير في أن نصاب به أيضاً.
اكتشف الأطباء أن أفراد الطاقم معافون لكن "جوان" بقيت قلقة، وطلبت أن يجرى لها ولابنتها فحصاً كي تطمئن.
طبيب التحاليل:
عندما جاءتنا التحاليل كانت مذهلة جداً، أظهرت أن لدى جوان كيري نسبة من سم ثاليوم تفوق ما قد يتوقع في أي شخص عادي، ولدى ابنتها التي تبلغ أربع سنوات من العمر مستوى مرتفع جداً من الثاليوم.
وجاء رجال التحري إلى المنزل، وعرضت جوان عليهم حافظاً للحرارة كانت العائلة تستعمله وخصوصاً روبرت الذي كان يأخذه معه للعمل، وأظهر التحليل أن في الحافظ أثاراً للثاليوم لكن من أين جاءت.
محقق:
أراد المحققون التركيز على المختبر فكان بوب في المختبر والثاليوم كان في المختبر، كما أن زملاءه في العمل يستطيعون الوصول إلى تلك المادة.
وفيما كان رجال التحري يحققون مع زملاء روبيرت أقامت جوان دعوى ضد جامعة ويلكس لسماحها بتواجد السم المحرم قانوناً في مكان عمل زوجها، ولأن القضية أصبحت عامة التمس مكتب التحريات معرفة الأسباب فاتصلوا بالدكتور "بادن".
الدكتور بادن:
عندما تكلمت مع المدعي العام المحلي اقترحت عليه أن يخرج الجثة لتفحص شعر السيد كيرلي لأن الشعر يختزن السموم التي يتناولها المرء بما فيها الثاليوم،وقد نستطيع معرفة مدى بدأ السم يتغلغل في الجسم ومتى توقف.
وفي الثالث والعشرين من آب أغسطس عام 1994 وبعد ثلاثة سنوات من دفنه أعيد فتح قبره وأحضرت جثته للمعاينة.
الدكتور بادن:
عندما فتحنا التابوت كانت الجثة قد تحللت لكن وجدنا بعض الشعر على الرأس طوله خمس بوصات، وهذا يعادل نمو الشعر مدة سنة كاملة، صففنا مائتي خصلة شعروقطعناها أفقياً إلى خمس وعشرين قطعة حيث تشكل كل قطعة نمو أسبوعين، والجزء الأقرب إلى الجذور يحمل السم الذي تناوله قبل وفاته بقليل، وأخر الشعر يمثل ما قد يكون أخذه قبل سنة.
حللنا كل قطعة شعر بالأسيد، وبخرناها لفصل كمية الثاليوم عنها.
وبعد تحليل كيميائي على يد الدكتور "فريدريك ريدرز" استطاع تحديد متى بدأ روبيرت يتعرض للسم.
فريدريك ريدرز:
أظهرت التحاليل أن التسمم ظهر قبل ستة شهور من بدء روبيرت العمل في الجامعة، وأن الجرعة الكبرى القاتلة تلقاها قبل وفاته بأيام وهو في المستشفى.
بالإضافة إلى ذلك عندما فحص الدكتور ريدرز جهاز روبيرت الهضمي وجد مكانين تركز فيهما سم الثاليوم.
فريدريك ريدرز:
إن تركيز سم الثاليوم في المعدة كانت نسبته أعلى بكثير مما هو موجود في الشعر أو أي خلية أخرى، كانت الكمية في الملليجرامات بدل المايكرو جرامات ويعني أنها دخلت إلى المعدة حديثاً.
أظهر تشريح روبيرت كيرلي أنه تلقى جرعات متتالية أكبرها أعطيت له أثناء وجوده في المستشفى قبل أيام قليلة من موته.
محقق:
بدا أن كيرلي تعرض لعملية تسميم ثابتة ومستمرة، لكن على يد من، من هوالمسئول، ما توصلنا إليه هو أن خمسة وعشرين من أصل ستة وعشرين من المشبوهين لم يكن بإمكانهم تسميم كيرلي، وأظهر التحقيق أن ما من أحد في العالم قادر على فعلها سوى جوان كيرلي.
في كانون الأول ديسمبر من عام 1996 اعتقلت جوان كيرلي ووجهت إليها تهمة القتل من الدرجة الأولى، وتم عرض الأدلة الجنائية وجرى تخويفها بعقوبةالإعدام، فانهارت واعترفت، قالت لقد أخذت سم الفئران ووضعته في شراب روبيرت ولاأذكر الكمية، لقد صببته في الكأس وحسب.
محقق:
عندما سُئلت عن سبب إقدامها على تسميم كيرلي جاءت إجابتها جافة، وكان من أجل ماله، مال بوب حينذاك كان يملك ما يقارب ثلاثمائة ألف دولار.
المفضلات