كنا نتقاسم طعامنا ولعبنا البريء وحين كنا أطفالاً ... تقاسمنا
الغطاء حتى لا نتجرد في الخلاء
عندما يمسح الأخ على رأس أخته تشعر وكأنه يد والدها تداخلت
بين شعراتها لتبث بداخلها الأمان والطمأنينة
تقاسمنا أسرارناوشقاوة طفولتنا وحتى أخطاءنا
حتى العقاب على أيدي والدينا اقتسمناه بكل حب وتفاني بل أحياناً كان
البعض منا يدافع عن الآخر وان أخطأ فقط لكي يحميه من العقاب
لم يكن ذلك لمجرد طاعة الوالدين ولا جبراً لأنهم ذكور ونحن إناث
بل كان حباً مغروساً بقلوبنا الصغيرة التي كبرت وكبر الحب بداخلها
ما الذي يحدث اليوم .... ما الذي تغير ..... الآباء وتربيتهم .....
أم الأبناء ومعصيتهم
أصبحت الرفيقة أهم من الأخت
باتت الزوجة أولاً والأخت ثانياً وربما عاشراً
أين يكمن الخطأ الذي يقود إلى الخطيئة أحياناً ...
والى الكراهية والحقد والضغينةأحياناً أخرى
من المؤكد أن السبب الأول هو الوالدين لأنهم أساس التربية ...
هم من يغرسون نبتة الحب وملزمة الأخوة بين الإخوة بركنيهم
الذكر والأنثى
ابني " إن أخطأ والديك فلا تكون مسانداً لهذا الخطأ .... وان تناسوا
لانشغالهم بأمور الحياةوتوفير الملذات لكليكما فلا تتجاهلوا أنتم
أخوتكم ورسالتكم الأخوية
نستطيع تبديل الرفيق برفيق والصديق بآخر والجار بدار جار
أخرى
ولكننا لا نستطيع استبدال الأركان الأربع التي هي أساس البناء
لكيان الأمة
ابني " لا تدع أختك تبحث لها عن أخ بين الرجال وأنت موجود "
كن لها الصديق لتصدق معك قولها
كن لها الرفيق لتحيط بحبها رفقتها
كن لها الأب إن غاب أبيها
كن لها الأخ الذي تصيح به واليه " أخٍ ... أخٍ ... وآآآآخ "
نحن نعيش زمناً صعباً بسبب التطورالذي طرأ علينا فجأة ...
وللعولمة دورها في حياتنا
أختك الآن لا تقبع في دارها .... بل تعددت الدور واتسعت
دائرة الرفقة فكن أول الرفقاء وأهمهم في حياتها
دعها ترتمي بين أحضانك لتفرغ سيل دموعها وأحتويها
دعها تضع رأسها على كتفك وخفف آلامها
دعها تبيح لك بأسرارها وأحمها من أخطارها
لقد كبرتم وتغير مجرى رسالة والديكم تجاهكم وهنا جاء دورك
لتعمل على رسالة أخوتك يا بني
ابني الحبيب أختك في أشد الحاجة إلى أخوتك النقية وأنت في أشد
حاجتك إليها فلا تكابر ولا تتجاهل أمراً قد تندم عليه لاحقاً
لا تكون الأخ الذي يستشعر أخوته إن أصبحت أخته على
المفضلات